GDF-11

يكمن مسعى أي شخص في أن يبقى الشباب حليفه مع كامل إدراكه بأنّ ذلك من سابع المستحيلات؛ فتقدّم السن وضعف البدن شيئان يصعب الحيول دونهما مهما اعتنينا بأجسادنا. ظنَّ البعضُ أنَّ التخلّص من التجاعيد هو الحل، ولكن على العكس تمامًا هو وَهْم شكليّ بأنّنا مازلنا في أوْج الشباب وعطائه، لكن الحقيقة أنَّ جسدنا في أوْجِ انهياره! الشيخوخة والتقدم في السن وَلّدا حيرةً كبيرةً لدى الباحثين بسبب تعقيد التغييرات التي تحدث على مستوى النظام الجسدي واستمرار تحرّكنا في دورة الحياة؛ فننتقل من مرحلة لأخرى في سلسلة منظّمة متتابعة تختلف سرعتها من شخص لآخر، فالتغييرات يمكن أن تكون بطيئة وثابتة، أو يمكن أن تشعر وكأنّه الانخفاض السريع. أجزاء مختلفة من جسمك تتراجع بمعدّلات مختلفة، تتراجع قوتها ويتراجع إنتاجها كأنّنا نواجه انحدارًا لا أمل من النجاة منه. ما هو معروف أنّ الشيخوخة ترتبط بانخفاض في قدرتنا على تجديد أنسجة أجسامنا، ممّا يتسبّب في ضعف عام في المفاصل والأوعية الدمويّة، وأجزاء أخرى من أجسادنا؛ فبعضهم اعتبر هذا الضعف والفتور في أجهزة الجسم المختلفة هو داء، ولكل داء دواء. مكافحة الشيخوخة ظلّت لغزًا حتى مايو 2013، عندما وجد الطبيبان Lee RubinوWager أنّ بروتينًا في الدم في جسد أحد الفئران هو السبب الرئيسي في عكس أعراض هبوط قلب فأر آخر أكبر منه في السن، فأثار ذلك فضولهما لاكتشاف أسباب ذلك! وبعد أبحاث متواصلة استمرت لسنة كاملة اتضح أن هذا البروتين سيكون السبب وراء استعادة أنسجة الجسم قدرتها على تجديد نفسها وإنقاذ الجسد من انهياره. شهدت الفئران الأكبر سنًا والتي حقنت بالبروتين زيادةً في الخلايا الجذعية العصبية فضلًا عن تجدد تطوير الأوعية الدموية. ووجد فريق آخر أن الفئران الأكبر سنًا والتي تم حقنها بنفس البروتين تحسّنت قدرتها على شمّ الروائح وتمييزها، كرائحة النعناع، التي عادة لا يتم تمييزها إلّا من قبل الفئران الأصغر سنًا. فيعتبر GDF 11 (Growth Differentiation Factor 11)أحد البروتينات الطبيعيّة الموجودة في جسمَيْ كل من الإنسان والحيوان، ولكن ما ميّزه أنّه ليس بروتينًا فقط،ولكنّه قادراً على استعادة العضلات وتعزيز إصلاحها بعد الإصابة، واستعادة بناء الهيكل العظمي ووظيفة الخلايا الجذعية، وتم استكشاف ما يقوم به هذا البروتين على المستوى الخلويّ أيضًا والذي يجعل منه ببساطة ""يُنبوع الشباب. أمّا تاثيره المباشر على الـ DNA ، هو الشيء الذي لم يفهم العلماء بعد كيفيّة حدوثه، لكنهم على أمل أن يُباع بعد أقل من خمس سنوات في الصيدليات ويكون مانع الشيخوخة المُنتظر!