هيروشيما.. هل كانت النهاية، أم هي البداية؟!

هيروشيما.. لطالما تردد اسم هذه المدينة على ألسنتنا.. ولكن! هل نعرف ولو القليل عمّا عانته هذه المدينة؟! "السادس من أغسطس عام 1945" .. أصبح هذا التاريخ محفور في كل مكان ( قلوب، عقول، كتب، موسوعات ومواقع التواصل الإجتماعي) أين ما تنظر ترى أو تسمع هذا التاريخ. في ذلك اليوم: السماء صافية تماماً والشمس تلقي بأشعتها على أشجار حدائق المنازل. استيقظ الناس مملوئين بأمل ليوم جديد يجنون فيه أرزاقهم ويقابلون أحبابهم ويعيشوه بحزنه وألمه وفرحه، لكنهم لم يكونوا يعلمون بأنها يمكن أن تكون أسوأ نهاية! بعد مشاورات واسعة وسرية بين أمريكا والمملكة المتحدة و كندا، كانوا قد قاموا بتصميم أول قنبلة نووية في إطار مشروع منهاتن، وكان المشروع العلمي بإدارة الأمريكي روبرت ابنهايمر. في الصباح الباكر من ذلك اليوم كان سرب من الطائرات الأمريكية تحلق فوق اليابان. ظن الناس بأنها مجرد استطلاعات عسكرية.. وجه الجيش الياباني إنذار عبر وسائل الإعلام ولكن لم تطلق في مدينة هيروشيما بسبب توقف البث الإذاعي في عدة مدن من بينها مدينة هيروشيما. كان يوم مليء بالغيوم مما أعاق العملية بعدم قدرتهم على تحديد الموقع المستهدف. ولكن - وبعد وقت - استطاع الطيارون تحديد الهدف. يقول أحد شاهدي العيان: كنت أتمشى في المدينة متلاقطاً أنفاسي. كانت الساعة 8:14 دقيقة تقريباً. فجأة ظهر بريق ساطع تبعه بريق أخر، كان أول ما خطر على فكري أنه بريق مصباح من المغنيزيوم أو بريق أحد الباصات الكهربائية! إلا أن الظلال و الإنعكاسات من حولي قد اختفت كلها. ولم أعد أرى إلا سحابة من الغبار كانت تغلف هضبة من الأخشاب المحطمة ارتفعت عليها أحد زوايا منزلي! كان كل شيء يجري من حولي وكأنه مشاهد بطيئة من فيلم مرعب.. كانوا أشخاص أقرب إلى الأشباح يهيمون في الشارع وقد أبعدوا أذرعتهم عن أجسامهم لكي لا تحتك حروقهم ببعضها.. كان مشهد مرعب؛ أجسام تتدلى منها جلود الناس. ضحايا وجثث في كل مكان. قُتل ما يقارب 70000 - 80000 بشكل مباشر بعد سقوط القنبلة، وجرح أكثر من 70000 شخص، وتوفي منهم 15-20 % متأثرين بالجروح أو بسبب آثار الحروق والصدمات والحروق الإشعاعية. وبعد ذلك توفي ما يقارب 231 حالة بسرطان الدم و 333 حالة بالسرطانات الصلبة. إذ كان مجموع الأشخاص الذين توفوا إثر هذه الضربة ما يقارب 140000 شخص. كانت هذه الضربة من أفظع أنواع الضربات على أي دولة، وعلى إثرها حصلت أميركا على مبتغاها؛ فقد قامت اليابان بإعلان إنسحابها في الفترة الواقعة من 12 - 15 أغسطس حيث أعلنت اليابان استسلامها لقوات الحلفاء، وكانت هذه هي نهاية دولة كادت أن تسيطر على العالم.