جُنونُ العِلْم

لَقد أصبحَ العالمُ بأجمعِهِ عبارةً عن مختبرٍ يُجرِي بهِ أصحابُ العقولِ المريضةِ تجاربَ لا تمتُّ للإنسانيةِ بأية صلة؛ فليسَ كلَّ من أُطلِقَ عليه عالماً كانَ كذلك فعلاً؛ فلا يصِحُّ إطلاقاً إعطاءَ المُدمنِ جُرعةً فوق جُرعةِ العلاج المخصّصة له؛ وإن كان علاجاً!. كذلك العِلمُ يأتِي عليكَ فيهِ زَمَنٌ يَصِلُ ذُروتَه، فإن تعدّاها أصبحَ مرضاً يتفشّى بمدمنِه يصعُبُ البرأُ منه. لقد جُنَّ الطب ُّ حقاً؛ ربّما سمعتَ عن أصعب عمليةٍ فى تاريخِ البشرية وأكثرها جنوناً على الإطلاق!! نعم؛ سمعنا جميعاً عن نقلِ الأعضاءِ البشرية، ولكن من المؤكد أنّكَ لم تسمع عن نقلِ رأسِ شخصٍ بالكامل لجسدِ آخرَ تماماً، جرّاحُ الأعصابِ الإيطاليَّ المجنونِ سيريجيو كانيفيروا(Sergio Canavar) بعد أن نَجحَ بنقلِ رأسٍ بشريٍّ حيّ على إحدى الجثثِ البشريةِ في الصينِ، قالَ في مؤتمرٍ كانَ قد عُقِدَ مَعَه : (هذه أولُ عمليةِ زرعِ رأسٍ على الجُثَثِ البشريّةِ،أمّا المبادلَةَ الكاملةَ بالأعضاءِ الميْتة (الجسد) مع الدّماغ، فهي المرحلةُ التالية)، وتتمُّ هذه العمليّةُ بعد تبريدِ الرأسِ لدرجةِ حرارة ِ15 ومن ثمّ قطعِها لجَسَدٍ سليمٍ تماماً ورَبْطِ أعصابِ كلا الشخصَينِ بمادةِ البولى إيثيلين جليكول. هذه العمليةُ كانَ يجَهّزُ لها منذُ ثلاثينَ عاماً، تكلّف 11 مليون دولار بالإضافة إلى 17 مليون لصاحبِ الرأسِ فقط؛ ليوافقَ على قطعِ رأسِه من جسده. يوزاف منغيله: دَرَسَ عِلمَ الإنسان، كما أنّهُ كانَ طبيباً عسكرياً ألمانياً، ولأنّه تمّتِ الموافقةُ على يوزاف منغيله بالانضمامِ إلى المعسكرِ الطّبيّ النّازيّ؛ لهـٰذا السّبب أقولُ لكَ بأنّهُ لم يُجَن العلمُ حديثاً بل جُنّ من بداياتِ 1940 أثناءَ الحربِ العالميةِ الثانيةِ فقد أجرى الأطباء النّازيّونَ ومُساعِديهم ومن ضِمنهم منغيله؛ شتّى العملياتِ العلميةِ الهَمَجِيّةِ على أعدادٍ كبيرةٍ منَ السّجَناءِ (بمَن فيهِم الأطفال)، دون أخذِ الإذنِ سابقاً كعملياتِ :(التجاربَ على التوائِم، وتجاربَ التّجميدِ والمَلاريا وغيرها...) على إثرِها أردَت بعضَ السّجَناءِ أمواتاً وبعضَهم مشوّهينَ والآخرينَ مِنهُم مصابينَ بالعجزِ الدائم. أمّا منغيله فقد استغلَّ مُخيّمَ أوشفتز كفرصة لاستئنافِ تجاربه في مجالِ الوِراثة، وحقنَ العيونِ بموادَ كيماويةٍ بَغيةَ تغييرِ لونِها، وبَترِ الأطرافِ، وغيرِها من العملياتِ الجراحيةِ الوحشيةِ، وفي أوقاتٍ عديدةٍ قامَ بقتلِ مَن أجرى عليهم التجاربَ بكلِّ بساطةٍ ليقومَ بتشريحِهم فيما بعد. ألهذه الدَّرجةِ استعبدَنا هَوَسُ العلمِ وجنونِ مَن يدَّعونَهُ ولا يَزال ...؟!