التخاطر

كثيراً ما يدهشنا أن نكون قد فكرنا بشخصٍ ما فإذا به الهاتف يدقُّ باسمه! أو نذكر عبارة " قد خطرت ببالي يوم أمس" فيقوم الآخر بالرد وأنت أيضاً في ذات الوقت وباصطحاب تلك الابتسامة المتعجبة من كيفية حدوث هذا الأمر! ونتشارك بعض الأفكار كما لو أنّ عقل الآخر سافر إلى رأسك... والسؤال الذي يطرح نفسه، كيف يحدث هذا؟ وما سببه؟ وإلى أي بُعدٍ ممكن أن يصل؟ ينطلق ذلك من وجود عالم اللاوعي (العالم الحسي) في الحياة، والذي يُمثل اللامادية والذي يقودنا لمفهوم التخاطر وهو اتصال بين شخصين دون أي وسيط فعلي ملموس في نفس الوقت وباختلاف الأماكن وبعد المسافات كأي ظاهرة أخرى هناك من يؤيدها على أنها حقيقة بالاعتماد على نتائج فعلية لها، وهناك جانب آخر يدحضها وذلك بسبب عدم تكرر النتائج في عدة محاولات لكننا لا نستطيع نفي حقيقة وجود شيء من هذا القبيل... على الرغم من فشلنا أحياناً في ممارسة هذه الظاهرة إلا أنها تحدث بين الحين والآخر ونستطيع تدعيمها بالتمرين عليها بالإضافة لإمتلاكنا بعض المؤهلات، يجب أن نكون في مرحلةٍ من الصفاء الذهني ويحدث أن نستعرض نفس الفكرة في نفس الوقت وذات الحيثيات مع شخصٍ آخر وهذا ما يسمى بتوارد الخواطر أو الأفكار والذي قد يلتبس على البعض ويخلط بين المفهومين على الرغم من أن التخاطر ظاهرة لا يوجد لها سند علمي قوي يثبتها حقيقةً إلا أن كثيراً من الأشخاص يسعون لإمتلاكها على أنها مهارةٌ خارقةٌ للعادة، فتخيل لو استطعت نقل بعض الأفكار أو المشاعر إلى دماغ شخصٍ آخر! مهما ابتعدنا واقتربنا من تصديق هذا الموضوع إلا أننا لا نستطيع الجزم به ولا إنكاره إنكاراً تاماً، فقد نستطيع إدراجه تحت جانب فهم شخصية الآخر وتحليلها تحليلاً عميقاً ومعرفة الجوانب المؤثرة عليه. ويخطر في البال الآن هل يوجد في هذه اللحظة شخص يفكر بما يدور في ذهني؟ وكيف انتقل ذلك إليه؟ وهل قد تتسرب أحاسيسنا عبر ما يسمى بالتخاطر؟ وهل نستطيع الاستغناء عن وسائل التواصل المادية بين بعض الأشخاص لأننا بتنا لسنا بحاجةٍ إليها؟! جرّب القيام بإرسال رسالة إلى أحدهم الآن عبر التخاطر.