مجرد وهم

تختلطُ علينا الأحداث، فنصدقها كأنّها بالأصل حقيقة تصنع في مخيلتنا دهشةً وإعجاب فيغدو كل ما تراه تصدقه ! فإن شوشتُ رؤيتكَ استوليتُ على ما تعيهِ من وقائع ! أخادعُ كينوناتِ الصور التي وصلت لشبكيّة عينيك، وكيف هذا وأنت في كامل تركيزك، لدرجة أنّك قد وقعت في فخي مرات عديدة ولم تفهم كيف تفوقت عليك، فأنا فقط خدعت بصرك. لكن لا تحاول إنكار المتعة و الدهشة من كيفية خداعك! الخداع البصري، ما هو إلا وهم أُقنِع عقلُكَ به فعالجه بطريقة خاطئة بناء على تضليل في الرؤية هومقصود ومدروس. سُميّ الخداع البصري قديماً بسحر التخييل، فكان مفهومه كما قال الأزهري: ""أصل السحر صرف الشيء عن حقيقته إلى غيره، فكأنّ الساحر لمّا رأى الباطل في صورة الحق وخيّل الشيء على غير حقيقته قد سحر الشيء عن وجهه أي صرفه "" . وهنالك أنواع كثيرة للخدع البصرية، فمنها ما يتعلق بالألوان، وخدع متعلقة بالهندسة، وخدع متعلقة بتحريك الصور وغيرهم الكثير مما قد شاهدناه ببرامج أو عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي التي تجوبها الخدع البصرية كنوع من الترفيه ومعرفة درجة تركيزك ودقّتك. معظم الناس، ولعدم اقتناعهم بأنها مجرد خدع بصرية فتفسّرها على أنّها تعامل مع الجن وغيرها من مخلوقات الغيب, ولإثبات ذلك امتلأت المواقع بفيديوهات مصورة توضّح حقيقة الخدعة وكيفية تطبيقها، ولا نستطيع الحكم على حقيقة وجود السحر وغيره والله أعلم، لكن الأمر الجليّ هو التفرقة بينه وبين خفة اليد .