كلّ واحد من الناس يمتلك شيئاً فريداً في ذاته، يجعله يسلك مسلك التميّز والإبداع إذا أدركه وطوّره. "" لكلّ مجتهد نصيب"" عبارة ترددت وستظلّ تتردد على مسامعنا ما حيينا، أشخاص اجتهدوا، ثابروا، واكتشفوا تفردهم، فصعدوا سلّم النجاح درجة درجة، فكان حرياً على المجتمع أن يقدّر اجتهادهم ويحثّهم على مواصلة النجاح، ومن هنا ظهرت جائزة نوبل لتشمل جوانب الإبداع المختلفة. سُميّت جائزة نوبل نسبة إلى ألفريد نوبل مخترع الديناميت، في عام ١٨٨٨ توفيّ أخاه، فظنّ أحد الصحفيين أن نوبل هو الذي فارق الحياة، وكتب مقال يحمل عنوان ""تاجر الموت يموت""، شعر نوبل بالأسى جرّاء اختراعه وما ستكون ذكراه بعد وفاته، فقررّ التكفير عن ذنبه وأوصى بكلّ ثروته التي جناها من هذا الاختراع إلى جائزة نوبل لدعم الاختراعات العلمية التي تثري عالمنا. أُسسّت جائزة نوبل عام ١٨٩٥حيث تكرّم الرجال والنساء لتحقيق انجازات باهرة في الفيزياء، الكيمياء، الطّب، الأدب، والعمل من أجل السّلام، وفي عام ١٩٦٩ أُضيفت جائزة أفضل مساهمة في العلوم الاقتصادية، لكن عائلة نوبل رفضت الاعتراف بالجائزة المستحدثة كون نوبل لم يذكرها في وصيّته؛ لهذا تقرّر عدم استحداث أي جوائز في مجالات أخرى. يتّم اختيار الفائزين بجائزة نوبل على عدّة مراحل، حيث تقوم الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم بإرسال طلبات الترشيح إلى العديد من الأشخاص؛ لدعوتهم إلى ترشيح أشخاص يعرفونهم، بعد ذلك يتّم فحص طلبات الترشيح من قبل لجان، ووضع قائمة مبدئية تحمل ٢٠٠ اسم فقط، تُعرض هذه القائمة على اللجان المختصة في كل مجال من مجالات الجائزة من أجل وضع قائمة نهائية، و أخيراً يقوم المعهد باختيار الفائزين عن طريق التصويت. يتّم الإعلان عن الفائزين بجائزة نوبل في شهر اكتوبر من كل عام، وهو الشهر الذي ولد فيه ألفريد نوبل، ويتّم حفل تكريم الفائزين بجائزة نوبل في العاشر من ديسمبر وهو تاريخ وفاة ألفريد نوبل. تتكون جائزة نوبل من: ميدالية، شهادة تُقدّم من ملك السويد، ومكافأة نقديّة. أشهر العرب اللذين فازوا بجائزة نوبل للسلام: محمد أنور السادات، ياسر عرفات، ومحمد البرادعي، كما حصل كل من: أحمد زويل، وإلياس خوري على جائزة نوبل في الكيمياء، وجائزة نوبل في الطب كانت لصالح بيتر مدور-بريطاني من أصل لبناني-، أمّا عن جائزة نوبل في الأدب فكانت من نصيب نجيب محفوظ. كلّ من ذاع صيته ولمع نجمه في هذا العالم لم يولد عظيماً، لكنّه بحث عن السّر في ذاته وسعى لينمّي علمه وقدراته، فوجد نفسه يحقّق سلسلة من النجاحات المتتالية، ليرحل عن هذا العالم تاركاً أثراً لن يمحوه الزمن مهما حدث.