أين أنا؟ ماذا أفعل هنا؟ هذا المكان ليس غريبًا! من أنت! أظن أنني قابلت هذا الشخص من قبل! أسئلة كثيرًا ما نطرحها على أنفسنا عندما نمر بمكان أو نصادف موقفًا نظن أنه يحدث للمرة الأولى ولكن عقلنا الباطن يخبرنا بالعكس، ممّا يجعلنا نعيش حالة من الصدمة تستمر لعدّة لحظات، وتسمى هذه الحالة بالـ ""جامي فو"" أو المألوف المنسي؛ أي (لم أره من قبل)، وهي حالة نفسية تُشعر الإنسان بأنه غير قادر على تذكر أمر مألوف بالنسبة له، كما وتعدّ هذه الظاهرة الحالة العكسيّة لظاهرة ""الديجا فو"" أو وهم سبق الرؤيا؛ أي (شوهد من قبل) التي تطرّقنا إليها فيما سبق. و يُعزى سبب هذه الحالة إلى حدوث خلل لحظيّ في الدماغ أو قد يُعتبر بداية ظهور أعراض الإصابة بمرض فقدان الذاكرة (الزهايمر)، كما أنّ تكرار هذه الحالة قد يعدّ مؤشرًا للإصابة بنوبات القلق والصرع والاكتئاب، وعلى عكس ما هو شائع فإنّ هذه الحالة قد تُصيب الأطفال والشباب. ففي دراسة قامت بها جامعة ""ليدز"" البريطانية على هذه الظاهرة، طلبت من اثنين وتسعين شخصًا أن يقوموا بكتابة كلمة باب (door) باللغة الإنجليزية ثلاثين مرّة خلال مدّة أقصاها دقيقة، وكانت النتائج أن ثماني وستين بالمئة من الأشخاص شعروا بأنهم لم يعرفوا هذه الكلمة، ممّا يجعلنا نستنتج أنّ تكرار كلمة معينة خلال مدّة قصيرة يسبب إرباك وإجهاد الدماغ وبذلك ينتج شعور الغرابة اللحظية ""الجامي فو"". ولعلّنا لاحظنا أنّ هذه المشكلة تُعتبر نفسية بالدرجة الأولى، ولتفاديها وتفادي أعراضها ينصح الأطباء وعلماء النفس بالتحلي دائمًا بالهدوء واللجوء إلى التفكير بتأنٍ وروّية، وبضرورة الابتعاد عن المهدّئات قدر المستطاع؛ لأنّه لوحظ أنّ زيادة نسبتها في جسم الإنسان يؤدّي إلى حدوث هذه الظاهرة، كما ويُنصح بممارسة النشاطات التي تقلل من الضغط النفسيّ وتُساعد على استعادة النشاط؛ سواء كان نشاط بدنيّ من خلال ممارسة الرياضات المختلفة أو نشاط ذهنيّ من خلال ممارسة الألعاب الذهنية كالشطرنج، وحل الألغاز، أوالاستمتاع بالقراءة، والتحدّث مع الاخرين. و في الختام دعونا نسأل أنفسنا سؤالًا مهمًا... هل قرأنا هذا المقال!