NORAD

قاعدة NORAD، والتي تسمى أيضاً بقاعدة أمريكا النووية، هي اختصار لجملة North American Aerospace Defense Command وتعني: مركز الدفاع عن الفضاء الجوي الأمريكي الشمالي. خلال الحرب الباردة في عام 1957، شعرت أمريكا أنها في خطر، وأنه عليها أن تحمي نفسها من أي هجوم جوي نووي، فقد توصل الإتحاد السوفياتي حينها إلى إنتاج السلاح النووي وكان هذا مفاجأة للولايات المتحدة الأمريكية، إذ كانت توقعات ( ليزلي جروفز ) المشرف العسكري على مشروع ( مانهاتن ) الذي أجري في الخفاء في ( لوس ألاموس ) بدءاً من عام 1942 لإنتاج السلاح النووي، أنه لن يصل الروس إلى إنتاج القنبلة الذرية قبل 25 سنة! لكن الروس توصلوا إلى ذلك في أربع سنوات!! وتم تفجير السلاح الروسي النووي الأول عام 1949 في كازاخستان في صحراء "" سيمي بالاتنسك"" وبدأ الخوف الأعظم بين الطرفين فيما لو تمكن أحدهما من حمل السلاح النووي على ظهر قاذفات أو صواريخ وقام بتوجيه ضربات مميتة لخصمه ( الديناصور ) المقابل. لكن المشكلة كانت في فوهات ""السيلو"" أي أن دقة توجيه الصواريخ يجب ألا تخطئ أكثر من 15 متراً وهو سر أماط اللثام عنه ( شينتارو أيشيهارا ) عضو الدايت الياباني في كتابه ""اليابان تقول لأمريكا : لا""، وأن دقة توجيه الصواريخ يعتمد على "" الميكروشيبس "" والتي تصنع في اليابان. وحسب زعمه أن هذا كان السر أمام سياسة التراجع عن المواجهة النووية بين العملاقين. مع هذا فإن أمريكا تحسب حسابها لكل شيء والعاقل من تعامل مع الناس على أساس أنهم غير عاقلين، ومن هبطت عليه صخرة تفاداها فلم ينطحها! ومن باب الاحتياط قامت أمريكا ببناء سلسلة دفاعية من محطات الرادار بدءًا من القطب الشمالي وانتهاءً بأمريكا وعلى ثلاثة خطوط الأول باسم (دو) والثاني عبر نصف كندا والثالث فوق أمريكا باسم (Pine Tree). وفي قدرة هذه الخطوط الثلاثة من الرادارات مسح كل طائرة أو كائن سماوي يخترق المجال الجوي؛ فكانت متصلة بمبنى قديم مركزي غير مناسب مما حرك القيادة العسكرية لأن تفكر في رسم خطة لبناء شيء لم يفكر فيه أحد من قبل، وهكذا وُلد مشروع (نوراد NORAD) وكانت بداية تأسيسه في 12 مايو 1958 . بدأت أمريكا سراً في تطوير المشروع الجديد ولم يخرج من الخفاء ويعلن عنه إلا منذ فترة قريبة حيث قامت أمريكا في بناء قاعدة عسكرية تحت أرضية في جبل شاين في منطقة كولورادو ( مركز التحكم ) وبنت بالتعاون مع (كندا) هذه المعجزة التكنولوجية التي عرضتها قناة الديسكفري. بدأت أمريكا في مشروع نوراد في حزيران ( يونيو ) من عام 1961 واشتد العمل فيه مع أزمة كوبا وانتهى في 20 نيسان ( أبريل ) 1966. تتكون قوات نوراد من كل من إقليم نوراد الألسكي/القوة الجوية الحادية عشر، وإقليم نوراد الكندي، وإقليم نوراد القاري. وفي قدرته اليوم مسح حركة أي طائرة في العالم أو أي غواصة في المحيط وحركة أي نملة وطنين أي نحلة في تطويق للأرض لم يسبق له مثيل!! ولكن كما يقول توينبي عن اختناق آشور في الدرع، إن هلاك دولة آشور لم يكن نقصاً في التقنية الحربية، بل نقصاً في العدل!