هل تخيلت أو تمنيت يوماً ما أن تكون في الفضاء؟ في الواقع إن هذا أمر شائع ويخطر في أذهاننا في كثير من المرات، لكن هل تساءلت في يوم من الأيام ما قد يحدث لو أطلقنا رصاصة بالفضاء؟ عند ذكر كلمة الفضاء فإنه تلقائياً سيخطر في أذهاننا انعدام الجاذبية وانعدام الأكسجين، فكيف ممكن أن تتم عملية الاحتراق اللازمة لإطلاق الرصاصة بدون أكسجين وبانعدام الجاذبية؟! هل من المعقول أن يحدث ذلك؟ نظراً للتطور العلمي المستمر والمتزايد، فإنه يمكن للمسدس أن يطلق الرصاص في الفضاء حيث تحتوي الذخيرة الحديثة على مؤكسد خاص بها؛ وهو عبارة عن مادة كيميائية تشتعل بواسطة البارود ولهذا يمكن إطلاق الرصاص في أي مكان بالكون حتى لو لم يكن به أكسجين ، لكن شكل خروج الدخان بعد إطلاق الرصاصة يختلف في الفضاء حيث يظهر شكل العمود الدخاني كدائرة نشأت من قاعدة برميل وتزداد اتساعاً بشكل أكبر. و بطبيعة الحال لا يوجد هواء لإبطاء الرصاصة المنطلقة أثناء خروجها من فوهة المسدس أو البندقية لذا فإن الرصاصة سوف تسير في مسار ومجال لانهاية له وبالتأكيد سوف تنحني مسار الطلقة بشكل ما على أية حال وستأخذ الرصاصة مدارا مختلفا عن مدار الذي أطلق الرصاصة. هنا نأتي لتطبيق أشهر قوانين نيوتن الثلاثة على هذا الوضع والتي تقول " لكل قوة فعل قوة رد فعل، مساوية لها في المقدار ومعاكسة لها في الإتجاه، تعملان على نفس الخط وتؤثران على جسمين مختلفين". إذاً القوة التي على الرصاصة سوف تولد قوة أخرى مساوية لها في المقدار ومعاكسة لها في الإتجاه. فلو قلنا أن شخصاً لديه مسدس وأطلق طلقة واحدة، فإن تلك الرصاصة سوف تدفعه للخلف. فلو افترضنا أن سرعة الرصاصة 1000 متر في الثانية الواحدة، فالنتيجة أن الشخص سوف يتراجع للخلف بضع سنتيمترات كل ثانية واحدة بسبب فرق الكتلة بين الإنسان والرصاصة. و لكن ماذا سيحدث للرصاصة ؟! لا تتساءل عن مصير الرصاصة في الفضاء فهي لن تتوقف ابداً ولكن ستظل تسير في الفضاء للأبد ما لم يعترضها شيء؛ وذلك لأن حركة الكون تستمر وتتسع بشكل أكبر من أن تجد الرصاصة كتلة تبطىء من حركتها. أما لو لم تكن حركة الكون مستمرة فإن ذرة او أكثر في كل سنتيمتر مكعب ستواجه الرصاصة في الفضاء القريب مما سيجعلها تتوقف تماما ً بعد 10 مليون سنة ضوئية. الآن لو أطلقت الرصاصة أفقياً.. ترى ماذا سيحدث؟! قد تقتل نفسك ببساطة! نعم يمكن أن تقتل نفسك إذا أطلقت الرصاصة بشكل أفقي عند وجودك في مدار لكوكب ما حيث تدور حوله الأشياء والتي تكون في حالة مستمرة من السقوط الحر فإنها ستدور حول الكوكب لتعود مرة أخرى إلى المكان الذي انطلقت منه.. وهو أنت حيث يمكن أن تستقر في ظهرك!