عُرِف القلب في علم النفس بإنه "عين الروح". أمّا من الناحية الفيزيولوجية وعلى مدى سنوات طويلة، درس العلماء القلب واعتبروه مجرد مضخة للدم لا أكثر ولا أقل. لكن قد يخطر ببالنا في بعض الأحيان أسئلة غير معتادة عن أموراً مسلّمة كالقلب أنه موجود لأجل ضخ الدم وإبقائنا على قيد الحياة، فموضوعنا في هذا المقال عن أحد هذه الأسئلة: هل القلب يفكّر؟ وهل يؤثر على طريقة التفكير والسلوك؟ أولاً دعونا نتحدث أكثر عن القلب؛ يُخلق القلب قبل الدماغ في الجنين وهو يعتبر المحرك الأساسي المغذي لأكثر من 300 مليار خلية في جسم الإنسان، فيبدأ بالنبض منذ تشكله و حتى موت الإنسان. أمّا عن وزنه فيبلغ (250 - 300 ) غرام. نعود لموضوعنا. ما زال الأطباء في حيرة بأنْ هل العقل هو الذي يتحكم بعمل القلب، أم أن العكس هو الصحيح؟ بدأ بعض الباحثين يلاحظون ظاهرة غريبة ومحيرة لم يجدوا لها تفسيراً حتى الآن! بدأت هذه الظاهرة مع بداية القرن الحادي والعشرين، خصوصاً مع تطور عمليات زراعة القلب والقلب الاصطناعي وتزايد هذه العمليات بشكل كبير. إنها ظاهرة تغيُّر الحالة النفسية للمريض بعد عملية زرع القلب، وهذه التغيرات النفسية عميقة لدرجة أن المريض بعد أن يتم استبدال قلبه بقلب طبيعي أو قلب صناعي، تحدث لديه تغيرات نفسية عميقة. بل إن التغيرات تحدث أحياناً في معتقداته، وما يحبه وما يكرهه، بل وتؤثر على إيمانه أيضاً !! ومنها بعض الأمثلة الواقعيّة.. - الحالة الأولى : حالة شاب عمره 18 سنة كان يكتب الشعر ويلعب الموسيقى ويغني وقد توفي في حادث سيارة وتم نقل قلبه إلى فتاة عمرها 18 سنة أيضاً. وفي مقابلة لها مع والدَيْ المتبرع، عزفت أمامهما موسيقى كان يعزفها ابنهما الراحل، وشرعت في إكمال كلمات الأغنية التي كان يرددها رغم أنها لم تسمعها أبدا من قبل. - الحالة الثانية (صدّق أو لا تصدِّق): تم زراعة قلب لفتاة عمرها 8 سنوات وكان القلب مأخوذاً من فتاة مقتولة عمرها 10 سنوات وبعد الزرع أصيبت الفتاة بكوابيس مفزعة تصور قاتلاً يقتل فتاة، هذه الكوابيس كانت مرهقة جداً ومستمرة إلى أن ذهب بها والدها إلى استشارة الطبيب النفسي. كانت الصور التي حلمت بها واضحة ومحددة لدرجة أن الطبيب والأم أخبرا الشرطة بصورة القاتل الذي ظهر في أحلام ابنتهم، وبواسطة هذه الصفات قبضت الشرطة على القاتل وكان ما أخبرته الفتاة دقيقا جداً!! يتحدث بعض الباحثين اليوم عن دماغ في القلب، يؤكدون أن القلب له نظامه العصبي الخاص به وهو نظام معقد؛ فالقلب يبث مع كل دفقة دم عدداً من الرسائل والمعلومات لجميع أنحاء الجسد، وله نظام كهربائي معقد وله طاقة خاصة به، وله مجال كهرومغناطيسي أقوى بمئة مرة من الدماغ ! من منٌا كان يتصور أن للقلب كل هذه الصفات و هذه القدرات التي نستطيع القول بإنها خارقة للعادة ! عندما نتحدث و نقرأ عن هذه المواضيع تجذبنا روعة خالق أبدع في إنشاء وتكوين كل شي، نقول هذا ونحن على يقين تام بأنه ومع كل هذا العلم والتطور لم نؤتى منه إلا القليل. سبحانك ربي.