هل فكرت يوماً ما قد يحدث لو تغيرت نسبة الأكسجين في الجو لمدة خمس ثوان فقط؟ بغض النظر كان التغير فقدان الأكسجين أم زيادة نسبته. قد ترى الموضوع بسيطاً، وقد يقول البعض "أستطيع أن أحبس أنفاسي لمدة خمس ثوان" في حالة فقدان الأكسجين، أو في حالة زيادة نسبته قد يقولون "مزيداً من الأكسجين يعني مزيداً من الهواء النقي". لكن هل حقاً تكمن المشكلة فقط في التنفس؟ لنبدأ بتأثير فقدان الأكسجين من الهواء. - لنفرض أنّك تأخذ حماماً شمسياً على شاطئٍ ما ثمّ "اختفى" الأكسجين فجأة من الأرض، فإنك فوراً سوف تصاب بحروق في جسمك؛ لأنَّ جزيئات الأكسجين في الهواء تحمي الجلد ضد أشعة الشمس فوق البنفسجية. - ستلاحظ أنّ السماء صباحاً ستكون داكنة اللون؛ إذ ستقل الجزيئات التي تعكس الضوء الموجودة في الهواء، ما يعني أنَّ كمية الضوء التي تمتصها السماء منخفضة، وبالتالي تصبح سماؤنا معتمة. - إنَّ المعادن غير المعالجة سوف تلتحم ببعضها عند التلامس لأن الشيء الوحيد الذي يمنع حدوث ذلك هو طبقة من التأكسد. - يشكل الأكسجين حوالي 45% من قشرة الأرض، لذا فإنَّ انعدام الأكسجين يعني قشرة أرضية مفتتة. - سوف تنفجر الأذن الداخلية للكائنات الحية كوننا سنفقد ما يقارب 21% من ضغط الهواء في حال فقدنا الأكسجين. - جميع المباني الاسمنتية سوف تتحول الى غبار، فالأكسجين عامل مهم جداً يساعد على تماسك الإسمنت. - ثلث الماء عبارة عن أكسجين، فبدونه سيتحول الهيدروجين الى الحالة الغازية ويتسع في الحجم، الأمر الذي يؤدي الى جعل الهيدروجين يتطاير في الهواء الى أن يصل الى طبقة التروبوسفير ومنها الى الفضاء، مما يؤدي الى تبخر المحيطات الى الفضاء الخارجي. كل هذا و أكثر سيحدث لو فقدنا الأكسجين. الآن ماذا لو تضاعفت كمية الأكسجين في الجو؟ - ستطير الطائرات الورقية لمسافات أطول. - سنكون أكثر سعادة وأكثر يقظة لأن كمية الأكسجين الزائدة ستحسن أداء أجسامنا و تزيد من يقظتنا وتقلل من نسبة إصابتنا بالمرض، كما أنها ستزيد من كفاءة وقود السيارات . قد تتمنى الآن بعد قراءة المثالين السابقين لو أنَّ كمية الأكسجين في الجو ضعف الكمية الطبيعية، لكن لا تتسرع.. هذه الزيادة في كمية الأكسجين ستعني وجود حشرات هائلة كما في أفلام الخيال العلمي! ذلك لأنّ حجم جسم الحشرة يتحدد من كمية الأكسجين الموجودة في الجو. كما أنّ جزيئات الأكسجين الحرّة تسرع من التقدم بالعمر مما يعني حدوث الموت الطبيعي خلال أعمار أقل مما هو معروف الآن ! لاحظت الآن أهمية نسبة الأكسجين المعتدلة في الجو، أليس كذلك؟