هل باتت المصارِف مُعطلة ؟ أم قلة الأيدي العاملة على صَكِها ؟ أم أنها عملة لم تَعُد مرغوبةً عند الأغلب ؟ أم أن حُراس هذه العملة أغلقوا عليها النوافذ ؟ ما هي هذه العملة ؟ هل هي بهذه الأهمية ؟ جاء ديننا الإسلاميُّ الحنيف برسالةٍ ربانيةٍ عظيمة ، أوصلها خاتم الانبياء والمرسلين لقومه الجاهليّ في ذاك الزمان ، وقد تحلّى العَرب في الجاهلية ببعض العادات والأخلاق التي عرفوها وتوارثوها جيلاً بعد جيل ، فأتى الإسلام مؤكداً لبعضها و داحضاً لبعضها الآخر ، ولنا من قول رسول الله _ صلى الله عليه وسلم_ "إنما بُعثت لأُتمم مكارم الاخلاق" العبرة والموعظة . أصبحت الأخلاق السامية في زمننا عملة نادرة ، وانكسرت في نفوس البعض السجية التي خُلقت عليها البشرية ، فنصرة المظلوم أمر غريب جداً اليوم ، والصدق أمر جَلَل صَعُبَ على ضعفاء النفوس تطبيقه ، والأمانة جبل شق ظهر البعض ولم يستطيعوا حملها ، ولم يعد الجار لجاره ، وكَثُر الحمقى المتشبثين باسم الدين الذي لا يطبقون رُبعه ، وما هذه إلا أمثلة على سبيل الذكر لا الحصر . لم تكن الأخلاق الفاضلة ونشرها حِكراً على أحد في يوم من الأيام ، فالتعامل بهذه الأخلاق من تلقاء نفسك كفيل بنشرها والإقتداء بها من غيرك ، ويبقى الدور الأكبر بنظري بتعليم الأخلاق وإكسابها هو البيت والأُم بالتحديد ، فإذا جُبِل الطفل في المنزل على سمةٍ وخُلق معين سيستعصي على هادمي الأخلاق تغييره . حَيَت أُمة الأخلاق مُعتزةً بأخلاقها ومقتديةً بنبيها المصطفى ، فلا طالت يد الغَرب وغزوه من أخلاقنا ، وسيبقى أعزاء الأمة يفاخرون بهذه الأخلاق ويتناقلونها جيلاً بعد جيل ، وكما قال ﷺ : "الخير في أُمتي الى يوم القيامة" .