هل أنت من هواة وكارهين ذات الشيء وذات المرء ؟ وربما ذات الحديث ! لن أرحب بك أكثر من اللازم صدقاً ، تابع قولي هذا من الممكن أنّه سينال إعجابك وأجزم أنه من المؤكد . في حديثك الأخير مع أحدهم ( ربما ذاتك ) تصب بكَ قناعات بأنك وحيد واحد متفرد بالعالم أجمع، متقلب المزاج ! لا تطاق لحدٍ ما ! (عفواً ، من يحملون إجابة (لا) على السؤال أعلاه ، يجدر بكم القراءة أيضاً ) ولكنك يا عزيز لست بمفرد . إن رغبت بكوبٍ من الشاي حلاوته كقصب السكر ، فهذا تصرف طبيعي للغاية ، وإن عاودت ورغبت بكوبٍ أيضاً من الشاي مرٌ كالعلقم، أيصبح ذلك تصرفاً مغايراً ؟! بلحظاتِ ضعفك وهوانك لجئت لصديقٍ عزيز أو ربما أي صديق ، نالت كلماته استحسانك وبعد .... بتاريخ آخر لم يَرُق لك من تفوه به لسانه... أيعقل بأن هذا مرض ؟! ازدواجية الشخصيات (تناقض الشخصيات ) والعديد من المسميات : مرض عصبي ذهني يجعل صاحبه يمتلك أكثر من شخصية تتصرف كل واحدة منها بمعزل عن الأخرى وبحالات مستعصية ومتأخرة تدرك كل شخصية بوجود الأخرى ومتعايشة معها . مفهوم تم إدراجه بالعديد من محركات البحث وتم استخدامه بعدد لا بأس به من المقالات واسعة الانتشار واحتل مراكز في الجرائد اليومية والمجلات الأسبوعية ، لكن كل ذاك لا يصل مقدار من الأهمية أبعد من رمشك عن عينك . أومن بأن مفهوم ازدواجية لا يرادفها مفهوم تناقض باللغة العربية، قربهما كبير أعلم ذلك ولكن ، إن كنت أمتلك أفكار ومبادئ تتمركز وسط عقلي وقمت بأفعال وسلوكيات لا تُترجم تلك من تتربع بداخلي فهذا بحد ذاته أطلق عليه تناقض شخصية ، لربما كان مبرري بأني أخوض صراعاً حربياً مع قولوني العصبي وأنت لا تدري عنه . لتصرفاتٍ أخرى تشعرك بوجود شخصيات أخرى بداخلك ، لقد تم تفسير ذلك في مقال (هل من آخر في جوفك ؟) ختاماً يا عزيز ، مع أني لا أجيد الختام كتابةً ولا صراحةً ، لكن مهنة الطبيب النفسي كحال المهن تتقاضى الأجر المادي عليها وبكثير الأحيان فهي بحاجة لدعاية وإعلان ، لا ترمِ نفسك وسيلة لذكر بأن ما فيك مرض نفسي ، بل هو بعضٌ من جوانب تعيشها بداخلك وفيك أنت .