رأيت هذا من قبل!

من دون مقدّمات ينتابك الشعور بأنّك قد مررت بهذه اللحظة (بكل ما فيها) من قبل! ذات المكان، ذات العشاء، ذات الحوار، حتى الأوجه المحيطة بك ذاتها! كلّ شيء كأنه قد حدث من قبل... ولكن أين؟ متى؟ لا تتذكّر! وليس هذا فقط... بل إنك قد تتذكر ما سيحصل في الثواني القادمة (كأن يسقط شيء أو يمرّ شخص وما إلى ذلك) وفعلًا يحدث! حالة الشعور الغريبة التي تبدو فيها المواقف مألوفة جدًا وكأننا قد اختبرنا المشهد نفسه من قبل .. ""ديجافو""! نظريات متعدّدة ومختلفة المجالات تبعًا لواضعيها تفسّر هذه الظاهرة، والتي تنتشر بصورة كبيرة بين الناس خاصة فئة الشباب. علميًا: يعتقد بعض العلماء أن الديجافو تتعلق بوظيفة الإدراك المألوف في الذاكرة، وأنها تحدث نتيجة معلومات تعلمناها في الماضي ونسيناها والآن استطعنا استرجاعها فنتخيل أننا نعيش الموقف مرتين، وذلك لأن المخ البشري لا يمسح أيّ معلومة سجّلها، حتى وإن نسيناها نحن، كذلك فإنّ ذاكرة العقل الباطن قد تصل إلى ملايين أضعاف العقل الواعي، وبالتالي ما تم تسجيله وتخزينه فى العقل الباطن ربّما قبل الحدث بعشرات السنوات يتمّ استدعاؤه واسترجاعه وتذكّره بمجرّد مشاهدة نفس الموقف. أو أن ما يتعلّق بهذا الشعور تبعًا للأطباء؛ هو حدوث عدم مطابقة في الدماغ تتسبب في جعل الدماغ يخلط بين الإحساس بالحاضر والماضي. نفسيًا: المحلّلون النفسيون يرون في الديجافو تعبيرًا عن رغبة قويّة لتكرار تجربة ماضية، نتيجة تحفيز بعض المناطق في الدماغ. ما وراء الطبيعة: يفسّر الباحثون الديجافو بأنه يتعلّق بخبرة حياتية ماضية عشناها قبل قدومنا إلى الدنيا في ذواتنا الحالية! وتلك ظاهرة أخرى تعرف بتجربة ""ما قبل الولادة"". إنّ كلّ التفسيرات السابقة لا يمكن البتّ بها بشكل قاطع نظرًا لصعوبة دراسة هذا الأمر عمليًا، ففي تطلعات مستقبلية للعلم؛ ربّما تُثبَت إحدى هذه النظريات أو يتمّ اكتشاف غيرها لتفسير هذه الظاهرة المدهشة!