في كل يوم حقيقة جديدة ومعرفة تُنير عقولنا قد تنقلنا من عالم مُبهم إلى عالم جديد غنيّ بالمعرفة والإدراك . مَن منّا لم يرَ أمواج البحر أو لم يسمع عنها! تلك الأمواج التي تبدو للناظر في بداية الأمر وكأنّها تتحرّك بشكل أفقيّ في أعماق المحيطات؛ إلّا أنّ جزيئات الماء تتحرّك بشكل دائريّ صعودًا وهبوطًا مع مرور الأمواج، مُحافِظة على موقعها بشكل عامّ، وتتحوّل هذه الحركة في المياه قليلة العمق إلى أفقيّة باتّجاه الشاطىء تحت تأثير قوّة الاحتكاك مع قاع البحر. ولكنّ السؤال الذي يراود عقولنا... كيف تتحرّك هذه الأمواج بشكل متتابع ومستمرّ بهذه الطريقة وبهذا الشكل الجذّاب؟ حينما يضطرب سطح البحر؛ تنشأ الأمواج، وأهمّ ما يميّز سطح الموجة أنّه حينما تمر على سطح الماء بسرعة معينّة فإنّ المياه نفسها تعلو وتنخفض في حركة متّسقة ومنتظمة (يمكن تشبيهها بقطعة من الفلين تطفو فوق الماء متماوجة تعلو وتنخفض)، وهذا يدلّ على وجود ارتباط بين طول الموجه وقوّتها وعمق المياه، وهو يّقاس بعمليّات حسابية تُفسّر الاختلاف في اتجاه الأمواج ، أوخط سيرها، تلك التي تنشأ في مياه عميقة وحين وصولها الى المياه ضحلة. تنشأ الأمواج عادة من هبوب الرياح والعواصف، فمعظم الأمواج ناتجة من تأثير حركة الرياح في الماء، لذلك ّقُسمت الأمواج إلى أنواع عدّة، منها: -أمواج سريعة؛ تتراوح سرعتها ما بين 40 إلى 60 ميل في الساعة، وتتكوّن في البحار المفتوحة تحت تأثير الرياح الشديدة. -أمواج متوسطة السرعة؛ تتراوح سرعتها ما بين 20 إلى 40 ميل في الساعة، وتتكوّن أيضًا في البحار المفتوحة، بعد أن تقلّ سرعة الرياح نسبيًا، ومن الممكن أيضًا أن تتكوّن تحت تأثير العواصف. -أمواج ذات سرعة محدودة؛ وتتراوح سرعتها ما بين 5 إلى 20 ميل في الساعة، وتظهر خارج نطاق الرياح التي كوّنتها في البداية. -أمواج هادئة؛ وهي التي تقلّ سرعتها عن 5 أميال في الساعة، وتتكوّن تحت تأثير الهواء الساكن كما هو الحال في أمواج البحيرات. وفي النهاية، رغم كل التفسيرات السابقة إلّا أنّ قدرة الله وعظمته أوسع من أن تحاط بمعرفة، ولتكن الأمواج واحد"" من تلك الظواهر الطبيعية التي تدلّ على عظيم الصنع والابداع! وكيف لتلك الأمواج أن تملك طاقة كامنة، وطاقة متحرّكه سببها حركة الموجه فوق الماء.