خرافة استخدام 10% من قدرة الدماغ

قراءة أفكار الناس، علاج الأمراض، اكتشاف نظريات، قدرات حسابية هائلة، والتحليق في الهواء... ستتمتع بهذا فقط إذا استطعت الوصول إلى جزء أكبر من قوّة دماغك! فهناك خرافة تقول أنّ الإنسان يستخدم ١٠٪ فقط من دماغه، والـ ٩٠٪ الأخرى تقف مكتوفة الأيدي كطاقة احتياطيّة، وأنّ الأشخاص أصحاب القدرات الهائلة والعقول العبقريّة هم فقط من استطاعوا استخدام نسبة أكبر من أدمغتهم! ففي عام ١٨٩٠، قال ويليام جيمس-عالم نفس-: معظمنا لا يفي بكامل إمكاناتنا العقليّة؛ حيث أنّ الإنسان العاديّ يطوّر فقط ما نسبته ١٠٪ من قدرته العقلية الكامنة، جيمس يعني أنّ هذا بمثابة التحدّي وليس اتّهام بضعف استخدامنا للدماغ، لكن سوء الفهم لا زال عالق بالأذهان، حتى العلماء ولوقت طويل لم يستطيعوا معرفة الغرض من الفصّ الجبهيّ ذو الحجم الكبير، أو المساحة الواسعة من الفصّ الجداري. فكرة أنّ تسعة أعشار الدماغ يجلس مكتوف الأيدي في جمجمتك تبدو سخيفة عندما نرى كيف يستخدم الدماغ الطّاقة، حيث أن دماغ الإنسان البالغ الذي يُشكّل ٢٪ فقط من كتلة الجسم يستهلك ٢٠٪ من الجلوكوز المحروق يوميًا. كما أظهر تصوير الدماغ أنّ أيّ ما كان النشاط الذي يقوم به الشخص، فإنّ دماغه يبقى دائمًا فعّالًا؛ حيث لا يوجد أيّ جزء من الدماغ لا يعمل بشكل نهائيّ، بالرغم من اختلاف فعالية كلّ جزء. إذا كان ٩٠٪ من الدماغ غير مستخدم، هل يمكن إزالة جزء كبير منه كما نزيل الزائدة الدوديّة مثلًا! والاستمرار بصورة طبيعية؟ تلف الدماغ وإصابته بالمرض قد لا يثير القلق إذا كانت نسبة ١٠٪ منه فقط فعّالة، ولكن في الواقع ليس هناك منطقة واحدة في الدماغ يُمكن أنّ تتعرض للتلف دون أن تُسفر عن نوع من التأثيرات الجسديّة أو العقليّة. كلّ جزء من الدماغ لديه وظيفة وأنت تحتاج لكلّ هذه الأجزاء لكي تكون على ما أنت عليه، كما أنّ كلّ البشر متساوون؛ حيث يستخدمون كامل أدمغتهم والذي يميّز شخص عن آخر هو تحفيز العقل واستغلال الوقت في اكتساب المهارات، والتفكير بالمسائل الرياضية التي من شأنها أن تحفّز عمل الدماغ وتنشّطه.