Thriller

إنها ليلة ماطرة! وهو يجلس وحيداً في منزله... يشاهد إحدى أفلام الخيال عن الأموات الأحياء، أو ما يطلق عليهم اسم ""Zombies""... في لحظة ما! سمع صوتًا غريبًا آتٍ من حديقة المنزل! فأوقف الفيلم ليتفّقد مصدر هذا الصوت، فتحَ باب المنزل... تقدّم خطوتين للأمام، وإذ به يجده واقفًا هناك بملابسه الممزقة ووجهه البالي الذي نهشته مثيلاته من قبله! صرخ سريعًا: ""هناك ميّت حيّ في حديقة منزلي!""، لكن ما إن أنهى جملته تلك! حتى وجد الحي بأكمله تزحف به هذه الكائنات الميّتة المُميتة! هنا تنتهي هذه الحلقة من إحدى مسلسلات الأموات الأحياء التي نجدها كثيرًا على التلفاز، فنأكل ما تبقى لدينا من التسالي ونفكر بما يلي: هل من الممكن أن يصل الإنسان يومًا إلى ابتكار فيروس –عن طريق الخطأ- قادرًا على جعل الشخص يصاب بحالة من السُعار! إلى أن ينتهي به المطاف بجعله واحدًا من تلك الكائنات؟ قبل الدخول في التفاصيل، لنبحث قليلًا في أصل وصف ""الميّت الحيّ"". تمّ استخدام كلمة ""Zombie"" لأول مرة من قبل شاعر برازيليّ عام 1819، واستُخدمت بعدها في كثير من الروايات، إلا أنها كانت تعني الجنون أو أنّ هذا الـ ""Zombie"" هو شخص تم استخدام السحر عليه. تطوّر المعنى حديثًا –في بدايات القرن العشرين- ليُصبح وصفًا لـ ""الأموات الأحياء""، فكان أول فيلم سينمائيّ عن هذه الكائنات ""Night Of The Living Dead"" في عام 1968. ومن بعدها توسّع توظيف فكرة الأموات الأحياء في الأفلام وحتى المسلسلات حديثًا كالمسلسل الشهير ""The Walking Dead"" و""iZombie"". إنّ فضول الإنسان كثيرًا ما أدّى إلى كوارث مدمّرة وقاتلة على مستويات هائلة مثل كارثة تشيرنوبيل، وقد تكون هذه الكوارث على مستوى تعديل الشيفرة الجينيّة لفيروس ما كي يتحول إلى وباء جديد ينتشر إلى كل من يعترض طريقه! إنّ كل ما تم ذكره هو أمر أقرب ما يكون إلى المستحيل، وفي حال حدوثه فإن كائنات كهذه لن تكون لديها إمكانيات مثل التي نشاهدها في الأفلام والمسلسلات بتاتًا. لنلجأ إلى العلم قليلًا؛ -إنّ الجو من رطوبة وحرارة وبرودة، وحتى الرياح والكائنات الدقيقة كالفطريات، جميعها قادرة على تحليل نسبة كبيرة من جلد ذلك ""الميت الحيّ"" وعضلاته وعظامه نظرًا لـ ""موت"" جهاز المناعة معه! -كائنات كهذه لن تتمكن من الحركة، لعدّة عوامل: •إنّ موت الدماغ يجزم باستحالة الحركة نظرًا لانعدام حركة السيال العصبي. •أيّ خلل في مكان ما في الجهازين العضلي والعظمي سيؤثّر سلبًا على أداء باقي أجزاء ذلك الجهاز، فحتمًا سيشكّل عائقًا للحركة. -العديد من العمليّات الأساسيّة ستنعدم لدى الـ ""زومبي""، كعمليّات الأيض التي ستمنعه من هضم ما يأكله، والأهم من ذلك فإنّه لن يتمكن من رؤيتك أو شمّك أو حتى سماعك أصلاً! -على الأرجح أنّ الأموات الأحياء لا يقوموا بتنظيف أسنانهم مرتين يوميًا، لذا مع مرور الوقت ستتعفن لثتها وتبدأ الأسنان بالانفصال تلقائيًا عن الجمجمة، مما يعني أنها لن تقدر على القيام بعضّك أصلاً في حال وقعتَ بين يديها. لقد تمّ استخدام العلم والعقل معًا في استخراج ما سبق، ونحن جميعًا قادرين على إدراك (وحتى من غير تلك الأدلة) أن ما نُسمّيه بالـ ""Zombie"" هو شيء من وحي الخيال تمّ استخدامه في القصص والروايات والأفلام، وحتى في فيديوهات الأغاني مثل الأغنية الشهيرة (Thriller) لمغني البوب ""مايكل جاكسون"". لكن ماذا لو توصّل الإنسان بأخطائه إلى صنع فيروس جديد بإمكانه أن يتغلّب على كل تلك العوائق؟ يبقى المجال مفتوحًا لمخيّلتنا، فالاحتمالات مفتوحة وإن كانت شبه مستحيلة!