التدفق المظلم

إنّ إبداع هذا الكون وتناسقه أوجدته يدٌ حكيمة، أحكمت صُنعه؛ بحيث يجري وفق نظام مبرمج ودقيق للغاية، فشكّلت من ذلك الإحكام لوحات رائعة تحمل في طيّاتها أجمل صور الإبداع وألوانه، ممّا يُهدي المتأمّل فيها إلى قدرة الله، فتتفجّر ينابيع التسبيح والإقرار بتلك العظمة والقدرة من قلبه على لسانه. يوجد في الكون الكثير من الأمور والعجائب التي لا يستطيع العقل البشري إدراكها، ومن هذه الأمور ""التدفّق المُظلم"" التدفّق المُظلم؛ هو مصطلح في الفيزياء الفضائيّة يقوم بوصف السرعة العشوائية لعناقيد المجرّات الكونيّة، سُمّي هذا التدفق بالمظلم، لأنّ العلماء قد شرعوا إلى تسمية كل ما لم يتمّ فهمه بحقيقته الكاملة بالمظلم. إنّ التدفق المظلم يبدو وكأنّه فيلم خيال علميّ جديد، وهو موضوع مثير للجدل يتعلّق بتوزيع المادّة في كوننا، وإذ ما كانت تتأثّر بما يقع خارج أفقنا الكوني؛ إذ لاحظ العلماء حركة جديدة وغريبة في الحدود البعيدة جدًا لكوننا، رقعة كبيرة من عناقيد المجرات تتجه بتناغم وتوافق رائع إلى نقطة كونيّة ساخنة، والأصل! أن تكون حركة هذه العنقوديات مبعثرة وعشوائيّة بكافة الاتجاهات! افترض الباحثون بأنّ الحركة هذه قد تكون عبارة عمّا تبقّى من تأثيرات لمناطق كونيّة كانت موجودة قبل التضخّم إلّا أنها لم تعد مرئيّة الآن. إنّ هذه الحركة تدعم فكرة وجود أكوان متعدّدة، إذ فسّر العلماء تولُّد هذه الحركة جرّاء وجود كميّة كبيرة من المادة وراء أفقنا -المُعطى بالمسافة التي يستطيع الضوء قطعها منذ الانفجار العظيم-. إذا أردت أن ينفجر دماغك، فإن عِلم الكون سيكون مجالًا جيدًا للقيام بذلك. هناك حديث عن أكوان أخرى، وأبعاد إضافية، وحتى عن عقول غير مُتجسدة تهتز بشكل عشوائي لتظهر إلي حيّز الوجود. العلم لا ينتهي أبدًا!