مدينة أطلانتس الضائعة

أطلانتس: الجزيرة المفقودة في أعماق المحيط. أهي واقع.. أم هي مجرد أسطورة؟ مدينة أطلانتس المفقودة لطالما تحدّث الناس حول هذه المدينة، وكانت أحاديثهم تتراوح بين مُصدّق ومُكذّب حول حقيقة وجودها؛ حيث ألهمت في وقت ما خيال الكثيرين من الكتاب والشعراء ومنتجي الأفلام لإنتاج عدد ضخم من منتَجات الخيال العلميّ التي تدور حول هذا الموضوع، ولكن جميع الروايات القديمة تجتمع على أنها فعلًا وُجدت فقد كانت مدينة قائمة على حضارة عظيمة ولا زالت أسرارها مبهمة على الجميع. جزيرة أطلس أو أطلانتس، هي عبارة عن قارّة افتراضية أسطوريّة خياليّة لم يثبت وجودها حتى الآن بدليل قاطع، واحتمال وجود أطلانتس خلّف الكثير من المناقشات النشطة طوال العصور القديمة. ظهرت أسطورة أطلانتس المفقودة مع أفلاطون الفيلسوف الإغريقي، ففي عام ثلاثمائة وستين قبل الميلاد كتب الفيلسوف الشهير كتابًا يشرح فيه أطلانتس التي يصفها بأنّها أكبر من آسيا وليبيا مجتمعتين (من الجدير بالذكر أن ليبيا آنذاك كانت تمثل شمال أفريقيا أما آسيا فقد كانت اسمًا آخر لجزيرة قبرص ثم أُطلق فيما بعد على كل قارة آسيا المعروفة في الوقت الحالي). ظهرت أطلانتس حسب ما يقول أفلاطون إلى الوجود قبل تسعة آلاف سنة في واجهة دعائم هرقل والتي تعرف الآن بمنطقة مضيق جبل طارق؛ تقع بمحاذاة مدخل البحر الأبيض المتوسط. ويذكر أفلاطون أنّ سكان أطلانتس كانوا يمتلكون قوة بحرية عظيمة مما جعلهم جشعين. ووقعت كارثة طبيعية مفاجئة غرقت بسببها تلك الجزيرة في غضون ليلة وضحاها وأصبحت بقعة ضحلة من الطين يستحيل العثور عليها. كثرت النظريات حول تحديد مكان أطلانتس والتي ربما استوحى منها أفلاطون كتاباته حولها؛ فعلى سبيل المثال يعتقد الفيزيائي الألماني راينر كون أن منطقة أطلانتس كانت تقع عند الساحل الإسباني الجنوبي وقد جرفها الطوفان في الفترة التي امتدت بين ثمانمائة إلى خمسمائة سنة قبل الميلاد. و قد أظهرت صور الأقمار الصناعية كتلتين مستطيلتين في بقعة طينية ويعتقد راينر أنهما ربّما كانتا بقايا معبد كان قد وصفه أفلاطون، بينما يقول الجيولوجي السويدي ""أولف إرلنغسون"" أن آيرلندا تتفق مع أوصاف أفلاطون حول أطلانتس و تتطابق معه، والبعض الآخر يرى أن أطلانتس هي جزيرة سبارتا؛ أن أطلانتس أصبحت عبارة عن بقعة طينية ضحلة كانت قد غرقت في البحر عند مضيق جبل طارق منذ ما يقارب إحدى عشر ألف سنة، وقد ذكر الباحث الأمريكي ""روبرت سامارست"" في كتابه اكتشاف أطلانتس ومفاجآت جزيرة قبرص أنه عثر على أدلة تؤكد وجود تلك القارة المفقودة بين قبرص وسوريا وذلك باكتشاف آثار مستوطنات بشرية تحت البحر وعلى عمق واحد ونصف الكيلومتر وعلى بعد ثمانين كيلومترًا من الساحل الجنوبي الشرقي لقبرص وهو يعتقد أن قبرص هي الجزء الذي مازال ظاهرًا من أطلانتس. هناك بعض الدلائل التي دفعت العلماء والباحثين للاستمرار بالبحث عن هذه الجزيرة المفقودة: أولًا: الخرائط التي درسها البحّار الشهير كرستوفر كولومبس قبل اكتشافه لأمريكا كانت تحتوي على رسم لجزيرة كبيرة غير موجودة في الوقت الحالي يعتقد العلماء أنها أطلانتس نفسها. ثانيًا: عثر الباحثون على سور يصل طوله إلى مئة وعشرين كيلومترًا في أعماق المحيط الأطلسي ولا يُعرف حتى الآن إن كان بقايا للجزيرة المفقودة. ثالثًا: تيار الماء المعروف باسم (تيار الخليج) النابع من القارة الأمريكية والمتجه لقارة أوروبا يتفرّع إلى جزأين في منتصف المحيط الأطلسي وكأنه يلتف على الأرض! يعتقد العلماء أن هذا التفرع سببه وجود قارة أطلانتس قديمًا. وما زالت الأبحاث قائمة حتى الآن الى أن يجد العلماء دليلًا قاطعًا يؤكد وجود أطلانتس الجزيرة المفقودة ويزيل الشكوك حول كونها مجرد أسطورة.