سر مثلث الموت

على الرغم من كل مظاهر التكنولوجيا التي شملت كلّ شيء في هذا العصر، ثمّة أمور يبدو أنّ العلم عاجز عن إيجاد تفسير منطقي لها -على الأقل حتى هذه لحظة- ومن هذه الأمور مثلث برمودا . فما هو هذا المثلث، أين يقع، وما سبب التسمية؟ ما التفسيرات والأبحاث التي أجراها العلماء من أجل الكشف عن سرّه العظيم ؟ تلك البقعة المهولة التي تحمل في طيّاتها أسراراً كبيرة وحكايات مثيرة، والتي تلتهم كلّ السّفن و الطائرات التي تمرّ من فوقها كالوحش المفترس الذي ينتظر ضحيّته، فهابه الناس وبات الحديث عنه من كلّ حدب و صوب. يقع مثلث برمودا في غرب المحيط الأطلنطي، الجنوب الشرقي لولاية فلوريدا الأمريكية، حيث تأخذ المنطقة شكل المثلث، واشتُهرت خلال القرنين الماضيين؛ بسبب حدوث الكثير من المصائب فيها، الأمر الذي جعل البعض يطلق عليها اسم ""جزر الشيطان"" أو ""مثلث الشيطان"". تسلسلت الوقائع والمصائب عبر السنين من حالات اختفاء وفقدان لعديد من السفن والطائرات في تلك الرقعة العجيبة؛ فكانت البداية في عام 1880 باختفاء أكثر من 50 سفينة أرسل أصحابها رسائل غامضة لم يتّم التعرّف عليها حتى اليوم، ومعظم هذه السفن كانت تابعة للولايات المتحدة الأمريكية. وفي نفس العام اختفت السفينة الإنجليزية أتلنتا وعلى متنها 290 شخصاً. وفي عام 1918 اختفت السفينة الأمريكية سايكلوب وعلى متنها 309 شخصًا . وفي عام 1945 بدأ اختفاء الطائرات؛ حيث اختفت 5 طائرات تابعة لسلاح الجو الأمريكي، وتمّ إرسال رسالة من السرب تقول: ""القائد الملازم تشارلز تايلور ينادي القاعدة: نحن في حالة طوارئ! يبدو أننا خارج خط السير تماماً! لا أستطيع رؤية الأرض، لا أستطيع تحديد المكان، اعتقد أننا فُقدنا في الفضاء، كل شيء غريب ومشوّش تماماً. لا أستطيع تحديد أي اتجاه، حتى المحيط أمامنا يبدو في وضع غريب لا أستطيع تحديده !"". وانقطع الاتصال بين الطرفين بعد ذلك . وفي وقت لاحق من نفس العام اختفت طائرتين من قاذفات القنابل تابعة أيضاً للقوات الأمريكية. واستمر اختفاء الطائرات! ففي عام 1948 اختفت طائرة ركاب بريطانية تحمل 31 راكباً. وفي عام 1949 اختفت طائرة ركاب بريطانية تحمل 37 راكباً. وفي عام 1956 اختفت طائرة تابعة للبحرية الأمريكية مع أفراد طاقمها . لاحظ المفسّرون أنّ الاختفاء يحدث في موسم محدّد وهو بين شهري نوفمبر وديسمبر وشهر فبراير، حيث يُعتقد أنّ صدعاً زمكانياً ينفتح من حين إلى آخر في منطقة مثلث برمودا فيكون فخّاً للسّفن و الطائرات عاثرة الحظ والتي تكون آنذاك مسافرة في المنطقة فتضيع فيه؛ وهذا يفسر عدم العثور على أثر للسفن أو حتى حطامها في المنطقة. لكن إلى أين يختفون؟ إلى مكان و زمان آخرين؟ بُعد آخر؟ ما زالت إمكانية حدوث هذا في الفيزياء مشوشّاً . من التفسيرات الأخرى لهذه الظاهرة بأنّ هناك علاقة بين ظهور الأطباق الطائرة وظاهرة اختفاء السّفن والطائرات. وتفسير آخر يقول أنّ الظاهرة لها علاقة بالزلازل ممّا يسبّب غرق السّفن ويؤثّر على الطائرات أيضاً فتسقط . وأيضاً من التفسيرات أنّ الجذب المغناطيسيّ هو السبب، فربّما توجد منطقة جذب قويّة داخل المثلث تؤثّر على أجهزة الطائرات والسّفن. إلاّ أنّ البعض يؤمن بأنّ المسألة تتعلّق بنظرية الدجّال المؤهّل للقيام بهذه الأعمال، إذ قالوا بأن الدجال يتخذ من تلك المنطقة مقرّاً له! و للتعمّق أكثر بالأسباب و التفسيرات ننصح بقراءة كتاب ""مثلث برمودا: مثلث الرعب و الكوارث"" للكاتب أيمن أبو الروس، حيث أورد قوائم للسّفن و الطائرات التي اختفت مع التواريخ وموجز عن ظروف الاختفاء وبعض التحليلات . إنّ هذه التفسيرات و تعدّدها تجعل من ظاهرة مثلث برمودا منبعاً دائماً للغموض و الدهشة!