The Illuminati

بدأ كل شيء من بافاريا.. تلك المدينة التي توجد فيها أعلى قمة لجبال الألب الألمانية، فبين شوارعها وفي إحدى جامعاتها درس آدم وايزهابت في كلية الحقوق وتحديداً في جامعة إنجولشتادت. بعد انتهائه وفي سن الخامسة والعشرين، تم تعيين وايزهابت أستاذاً للحقوق والذي كان مختلفاً عن غيره؛ وربما تأكُّدهُ من ذلك هو ما جعله يقوم ببناء منظمةٍ قد بدأت ببطءٍ مع قيامها بضم محافل النورانيين (Illuminati) من شتى المهن. تأثرت هذه المنظمة بفلسفة التنوير والعقل وناضلت من أجل حرية التعبير ضد التسلط والتحيز، وكان الهدف الرئيسي سيادة الشعب وإقامة مجتمع عقلاني من خلال التنوير وحسن الأخلاق أو هذا ما ظنناه.. ظهر تأثير النورانيين مبكراً في العالم الجديد حيث كان شعارهم الشهير الهرم الذي يحتوي عين إبليس (أو الدجال)، وهو نفسه شعار الولايات المتحدة منذ بدايتها. وقام النورانيون في عام 1785 بتأسيس أول محفل لهم بنيويورك تحت اسم محفل كولومبيا والذي تغير اسمه فيما بعد ليصبح محفل روكفلر. والذي تلاه وضع الرئيس الأمريكي الماسوني روزفلت شعار النورانيين على الدولار الأمريكي مع كون الهرم الموجود بالشعار يتكون من 13 درجة هي نفس درجات النظام النوراني. والناحية الأخرى من الشعار هي النسر الأمريكي الشهير والذي يتكون جناحاه من 32 ريشة بدون حساب أصل الجناح؛ وهي درجات الماسونية حتى نهاية درجات الطقس الاسكتلندي، وتعلو رأس النسر نجمة داوود السداسية. ومن العجيب أن الماسونية تنفي ارتباطها بالنورانيين رغم أن كل محفل ماسوني يحتوي على رمز الهرم الذي يحوي العين بداخله! هذا ما كان في الماضي، أما في العصور الحديثة فالمتنورين أو ""The Illuminati"" أصبحت كلمة تستخدم للإشارة إلى التآمر أو (تنظيم المؤامرة المزعومة)، ومن أبرز مؤامراتهم كانت لعبة ورق خُيّل لنا في البداية أنها لعبة عادية، لكن أي عادية هذه؟! أُصدرت هذه اللعبة في عام 1995 على يد ستيف جاكسون. الغريب في الأمر أن اللعبة تحتوي على كل حدث فعله المتنورون أو يفعلونه أو يخططون لفعله لتحقيق هذه الغاية؛ فبعض الأوراق قد تم تحقيق ما تتضمنه كتلك التي تحمل رسوماً لأحداث الحادي عشر من سبتمبر لعام 2001، وبعضها الآخر لم يتم تحقيقه بعد، لكن ما يجب إدراكه أنها تحمل في طيّاتها الكثير من الكوارث! هو ليس نظاماً جديداً إنما هو نتاج سنواتٍ من العمل حيث تحولت من مملكة خفية إلى سلطة مركزية تحكم العالم! أصبحت هذه المنظمة تحوم حول العالم ونحوم نحن حول أنفسنا. لديهم أثر في كل مكان، فهنالك العديد من الأفلام والكتب، وألعاب الكمبيوتر والأغاني التي تشير إلى المتنورين ونظرياتهم والمؤامرات والسرية والغموض الشديد، وغالبًا ما يكون الدور حول تهديدات غامضة. إلى أين سنصل؟ ربما نعرف مع نهاية لعبة الورق هذه، أو أن هنالك لعبة جديدة نحن في صدد اكتشافها..