الجاثوم

قد نسمع أحياناً بمصطلح ""الجاثوم"". للوهلة الأولى قد يتم تفسيره على أنه كائن خرافي من الأساطير السابقة او من قصة خيالية ما، لكن في الواقع فهو ظاهرة تحدث أثناء النوم وقد تسبب فزعاً لمن يخوضها! فما هو الجاثوم، وما سببه؟ كيف فسره الإنسان منذ القِدم؟ وكيف يدرس العلماء هذه الظاهرة؟؟ الجاثوم هو التسمية العامية لظاهرة شلل النوم أو Sleep Paralysis، والتي تسبب شللاً للجسم كاملاً أو لعضوٍ معين فلا يستطيع الشخص تحريكه. يحدث الجاثوم في مرحلة بداية النوم أو خلال مرحلة الاستيقاظ، ويستمر من عدة ثوانٍ إلى عدة دقائق. يصاحب شلل النوم حدوث هلوسات قد تكون مرعبة ومخيفة في معظم الأحيان، ويشعر المصاب وكأنه لا يستطيع التنفس، ويحاول الاستغاثة والصراخ والبكاء أيضا إلا أنه يجد نفسه عاجزاً عن القيام بذلك! لكن ما أن يحاول أحداً لمسه أو إيقاظه أو إحداث ضجة من حوله، تنتهي هذه الظاهرة. هناك بعض الخرافات والأقاويل قامت بتفسير هذا المرض و ربطته بالجن والوحوش المخيفة، فيرى البعض أن أحد أنواع الجن يأتي للشخص في بداية نومه فيتربّص هذا الجني به، ويأتي ليجلس فوق صدر المصاب! لكن هذا ليس صحيحاً وإنما مجرد خرافات كانوا يستخدمونها منذ القدم لتفسير ما يحدث في هذه الظاهرة. أما من الناحيه العلمية ، فإن الإنسان عندما يكون في مرحلة حركة العين السريعة من مراحل النوم* والتي تحدث بها الأحلام، فإن الجسم يمتلك طريقة لحماية الإنسان من تأثير هذه الأحلام وتنفيذها وتدعى هذه الطريقة آلية ارتخاء العضلات بحيث يكون الجسم والعضلات مشلولة الحركة إلا من حركة الحجاب الحاجز وحركة العينين؛ فمثلاً لو حلمت بأنك سوف تقفز من فوق بناية فإنك لن تقوم بتنفيذها بفضل ارتخاء العضلات، وبمجرد أن ينتقل الإنسان إلى مرحلة أخرى من النوم -أو حتى يستيقظ- فإن الجسم يعود لوضعه الطبيعي وتعود حركته كما كانت. لكن في بعض الأحيان يستيقظ الشخص في مرحلة حركة العين السريعة وهو في حالة ارتخاء كامل للجسم وعضلاته، وبالتالي فإنه يكون واعياً لما حوله وما يحدث له، وكون دماغه ما زال في مرحلة الأحلام؛ فإنه سيعاني من هلوسات مخيفة جداً! من الأسباب التي تجعل الفرد يعاني من الشلل في النوم هو الضغوطات النفسية والقلق والتوتر، وقد يكون عدم أخذ قسط كافٍ من الراحة والنوم أيضاً سبباً له. وأخيراً، إن شلل النوم غير محدد بعمر معين؛ فقد يصاب به أي شخص. ولكي يتجنب حدوث هذه الظاهرة يجب أخذ قسط كافٍ من الراحة والنوم وممارسة التمارين الرياضية قبل النوم بعدة ساعات والتخلص من الضغوطات النفسية والتوتر.