يعتبر زحل من أجمل الكواكب المكتشفة وأروعها ويعود السبب في الغالب إلى حلقاته المحيطة به. أعتقد أننا جميعا قد رأينا صوراً لحلقات هذا الكوكب العجيب فهي من أجمل الظواهر وأكثرها تميزاً وندرة. لكن يا ترا لم لا تملك بقية الكواكب حلقات كتلك التي يمتلكها كوكب زحل؟ في الحقيقة أورانوس ونبتون والمشتري أيضا جميعها كواكب تمتلك حلقات ولكن حلقاتها تكاد لا تظهر لقلة سماكتها، على عكس حلقات زحل التي تعكس ضوء الشمس لترسم لوحة من أجمل ما أبدع الخالق! السؤال المهم، من ماذا تتكون هذه الحلقات وما الذي يميزها؟ تحديداً هنالك نظريتان داعمتان لتكون هذه الحلقات: الأولى: هي أن أحد أقمار زحل قد انفجر نتيجة اصطدامه بجرم ما ليكوّن هذه الحلقات التي بتركيبها هي مجموعة من الصخور والجليد المائي وهذا الجليد هو ما يعطيها القدرة لعكس ضوء الشمس. والنظرية الثانية: هي أنها تكونت كأي قمر أو كوكب في المجموعة الشمسية وبسبب قلة كثافتها تكوّنت بهذا الشكل . تمتد هذه الحلقات لمسافات كبيرة تزيد عن ألف كيلومتر، ولكن العجيب أنها تحظى بسُمكٍ صغير نسبياً لا يتجاوز بضع كيلومترات، ويخيل للناظر أنها متماسكة ومتراصّة لكنها في الحقيقة تحتوي على فجوات فيما بينها وفراغات ناتجة عن وجود أقماره. تؤثر حلقات زحل وأقماره على مجاله المغناطيسي، حيث يُعتقد أن هذا التأثير له دور في تكوين الحلقات، فأثناء دوران قمر "تايتان" ضمن الغلاف المغناطيسي، تهرب كميات من الهيدروجين وبعض العناصر الخفيفة الموجودة في غلافه الجوي الكثيف نسبيّاً، ويقوم الحقل المغناطيسي بتشكيلها على شكل كعكة صغيرة من الجزيئات المشحونة التي انتزعت من الأسطح المثلجة للأقمار الصغيرة الداخلية لتشكّل حلقة أخرى خفيفة حول المجمع الزحلي. في النهاية يحظى زحل بكثير من الإنتباه والكثير من الدراسات بسبب حلقاته، فقيل في أحد الدراسات أنه لو وضعناه في محيط فسيطفو بسبب قلة كثافته رغم كبر حجمه طبعاً. في النهاية هناك سؤال يستحق أن نتوقف عنده: ماذا سيحدث لو كان للأرض حلقات كزحل؟