ذلك النجم المركزي لمجموعتنا الشمسية الذي يبلغ قطره 1,392,684 أي ما يعادل 109 ضعف قطر الأرض ويشكل99.86 من كتلة المجموعة الشمسية . ومن ناحية مكوناته فهو يتكون من مجموعة من العناصر الكيميائية حيث يشكل الهيدروجين ثلاثة أرباع مكونات كتلته. فالشمس كباقي النجوم تخضع لدورة حياة فقد تشكلت قبل حوالي 4.57 مليار سنة وهي الآن في منتصف عمرها (نسق أساسي main sequence ) حيت تتفاعل ذرات الهيدروجين في هذه المرحلة مكونة غاز الهيليوم، مما يعني أنه تبقى لعمرها ما يقارب 6 مليار سنة قبل أن تموت! بعد 3 مليار سنة تكون الشمس قد استنفذت مخزونها من الهيدروجين خلال عملية الدمج النووي وحسب دورة حياتها فالشمس ستكون أشد إضاءة بنسبة 40% مما يعني أن المحيطات والبحار ستجف على سطح الأرض، حيث تعتمد الشمس في عملية بقائها على مخزون الهيدروجين لديها فعند بداية نفاذه ستكون أكبر حجما ما بين 20 - 30 مرة وأكثر إضاءة بمقدار 100 مرة عن وقتنا الحالي مما يعطيها احمراراً أكثر ويطلق على هذه المرحلة (العملاق الأحمر red giant phase) وبالتالي ستكون حرارة الأرض عالية جداً بالإضافة لخلوّها من الماء مما يعني أن الأرض ستصبح مكاناً غير قابل للعيش فيه. يتبع هذه المرحلة بعد نفاذ كمية الهيدروجين عملية اشتعال الهيليوم وعمليات دمج أخرى ينشأ عنها الاكسجين والكربون مما يعطيها طاقة إضافية تساعدها على الإستمرار في الحياة وبعد ذلك يبدأ قلبُ الشمس (مركزها) بالتمدد والتقلّص تماماً كقلب الإنسان وتحتاح إلى آلاف السنوات وفي هذه المرحلة تبدأ الشمس بابتلاع الكواكب واحداً تلو الآخر ابتداءً بعطارد. ولكن هل ستبتلع الشمس الأرض أم ستنجو الأرض وتموت الشمس قبل ابتلاعها؟! سؤالٌ ليس له إجابة في وقتنا الراهن ولم يتفق عليه العلماء فلا ندري ما مصير الأرض وما ستؤول إليه في المستقبل... بعد هذه المرحلة تبدأ الشمس بخسارة كميات هائلة من طاقتها وبالتالي يتحول لونها إلى الأزرق وترتفع حرارتها مما يؤدي الي تقلص حجمها بشكل تدريجي وكأنها تستعد للرحيل... ولكن بسبب عدم امتلاكها الكتلة الكافية وعدم وجود نجم مرافق لها فهي لن تنفجر كأغلب النجوم... ثم يبدأ الغلاف الجوي للشمس بالانتشار على شكل غيمة عملاقة وهذا ما نسميه بالقزم الأبيض (white dwarf ) والأمر المريب أنّ في هذه المرحلة يكون حجم الشمس مساوٍ للأرض ولكنها محافظة على كتلتها وهنا ستختلف وظيفة الشمس أي أنها لن تمد المجموعة الشمسية بالحرارة كما في السابق وبالتالي تتحول الكواكب إلى ما يسمى بالسُدم الكونيّة (planetary nebula)!