الوحش النائم

الوحش النائم... ماذا لو استيقظ؟! لابد من إلقاء نظرة فاحصة على ما يدور حولنا من ظواهر طبيعية تتبدل فيها ملامح و قسمات سطح كوكبنا باستمرار، و كما نعلم أن هذه الظواهر ينضوي تحتها مسمى أشد عنفاً و قسوة ألا و هو " الكوارث الطبيعية"، هذه الكوارث التي إذا حدثت لا تتوانى عن تخليف خسائر مادية و بشرية جسيمة و هائلة جداً قد تصل إلى إبادة مدينة كاملة مع قاطنيها. و عندما يتبادر إلى ذهننا كلمة " كوارث طبيعية" فإنه يتهادى إلى دماغنا بلا شك مصطلحين من أكثر المصطلحات شيوعاً و انتشاراً في القرن الواحد و العشرين و هما: "الزلازل و البراكين"، إن الزلازل أو ما يعرف بالهزة الأرضية فهو موضوع مستقل عن مقالة اليوم سنتناوله في أيامٍ قادمة، أما المصطلح الأخير و هو البراكين فيمكن تعريفه ببساطة على أنه تشققات في قشرة الكواكب مثل الأرض و تسمح بخروج الحمم "الرماد البركاني" أو انبعاث الأبخرة و الغازات من غرف الصهارة الموجودة في أعماق القشرة الأرضية، و قد اكتشف العلماء في نهاية عام 2013 بركاناً يُعتقد أنه الأكبر في العالم إذ يعادل حجمه بركان "مونالوا" بستين مرة و يدعى "تامو ماسيف". إن البركان سالف الذكر هو بركان اكتُشف في أعماق المحيط الهادي على بعد 1600 كم شرق اليابان، و له قاعدة تمتد إلى عمق 604 كم تقريباً، و يعتقد أن عمره يتجاوز 145 مليون عام، و يذكر أن "تامو ماسيف" يغطي مساحة تبلغ 120 ألف ميل مربع. و اذا أردنا المقارنة بين بركان "مونالوا" فإن الأخير الذي تصدر المشهد إلى ما قبل عام 2013 كان يغطي مساحة تبلغ ألفي ميل مربع تقريباً، و هذا ما يثبت صحة ادعاء العلماء بأن "تامو ماسيف" أكبر منه بستين مرة! و إذا تطرقنا إلى معرفة القوة التدميرية لهذا الوحش الذي خمد نشاطه بعد بضعة ملايين من تكونه فلابد من القياس على ما فعله بركان "بارولي" الكائن في إندونيسيا الذي خلَّف ورائه تسعين ألف حالة وفاة في عام 1815، هذا ما فعله بركان " بارولي " الذي لا يساوي بالحجم شيئاً أمام المرعب "تامو ماسيف" ، فلك أن تتصور ما الذي يمكن أن يحدث لو استيقظ هذا الوحش من سباته و عاد إلى نشاطه مرةً أخرى. قد يتساءل البعض عن غرابة تسمية هذا البركان و الجواب ببساطة أن اسمه جاء لارتباطه باسم جامعة إيه إم بولاية تكساس صاحبة هذا الاكتشاف.... و لكن السؤال يبقى قائماً" ماذا لو استيقظ؟!".